متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً


-        لم يكن العدل قاصراً على المسلمين بل مع المسلمين والنصارى واليهود, لا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي ومُشرك, الكلُّ في ميزان العدل سواء.
روي أن ابناً لسيدنا عمرو بن العاص- رضي الله عنه وأرضاه- سابق رجلاً قبطيًّا من بلاد مصر فسبق القبطي ابن رئيس الدولة عمرو بن العاص- رضي الله عنه- فرفع ابن عمرو يده, وضرب القبطي وقال: أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟! فذهب القبطي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضوان الله عليه-, وشكا له ما حدث, وما كان من الفاروق إلا أن أرسل رسالة عاجلة إلى والي مصر أن يحضر حالاً- ومعه ولده-. وصل عمرو- رضي الله عنه-, وولده, وبدأ مجلس الحكم.
قال الفاروق للقبطي: خُذ هذه العصا, واضرب ابن الأكرمين.
فرفع القبطي العصا وضرب ابن والي مصر.
فقال الفاروق عمر: أدِرها على صلعة عمرو.
فقال القبطي: إنما ضربت مَنْ ضربني.
قال الفاروق: أدِرها على صلعة عمرو, فإنما ضربك بسلطان أبيه.
ثم اتجه الفاروق إلى عمرو- رضي الله عنه- وقال له كلمة وعاها التاريخ بقلمه المبارك: يا عمرو, متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة