رؤية عثمان بن عفان النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته


-        عند انطلاق أعداء الإسلام المتظاهرين به- لإشعال نار الفتنة- وإلقاء الشبهات والشكوك حول التقي النقي الحيي الخفي الجلي الولي- رضي الله عنه- وكانت النتيجة حصار الخليفة في بيته, ومُنع الطعام والشراب عنه, بل حالوا بينه وبين الصلاة في المسجد النبوي, واجتمع سبعمائة من الصحابة- رضي الله عنهم- يريدون الدفاع عن أمير المؤمنين لكنه- رضوان الله عليه- آثر أن يُراق دمه على أن تُراق دماء المسلمين دفاعاً عنه.
    فقال لهم: أقسم على من لي عليه حق أن يكفَّ يده.
  وقال لعبيدة: من أغمد منكم سيفه, فهو حُر.
وفي لحظة من لحظات الخير, أغفى الخليفة الصالح إغفاءة فرأى سيد البشر صلّى الله عليه وسلَّم وهو يقول له: ( أفطر عندنا الليلة يا عثمان) فأيقن عثمان- رضي الله عنه- أنه لاحقٌ بنبيِّه, مُقبل على لقاء ربِّه.
وعن كثير بن الصلت قال: أغفى عثمان بن عفان- رضي الله عنه- في اليوم الذي قُتل فيه, فاستيقظ فقال: لولا أن يقول الناس: تمنى عثمان الفتنة لحدثتكم, قال: قلنا: أصلحك الله فحدثنا, فلسنا نقول ما يقول الناس, فقال: إني رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم في منامي هذا فقال: ( إنك شاهد معنا الجمعة), وذلك يوم الجمعة كما قال الراوي.
وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- أصبح فحدَّث فقال: إني رأيت النبي صلّى الله عليه وسلَّم في المنام الليلة, فقال: ( يا عثمان, أفْطِر عندنا), فأصبح عثمان صائماً, فقُتِل من يومه.

واستعد عثمان للنهاية, فأصبح صائماً, وأعتق عشرين مملوكاً, ودعا بسراويل طويلة فلبسها خشية أن تُكشف عورته, إذا قتله السفَّاحون السفَّاكون.
وفي يوم مقتله: خرج إلى مَنْ حاصروه, فقال: السلام عليكم, فما ردَّ عليه أحد إلا أن يرد رجل في نفسه, قال: أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت بئر رومة من مالي فجعلت رشاي كرشى المسلمين.
[فجعلت رشاي كرشى المسلمين: أي لم أتميز عنكم ولم آخذ منها جزءاً خاصاً لنفسي]
قالوا: نعم, قال: فعلامَ تمنعوني أن أشرب منها, أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فجعلته في المسجد؟ قيل: نعم.
قال:فهل علمتم أنَّ أحداً من الناس مُنِع أن يُصلي فيه قبلي, أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله صلّى الله عليه وسلَّم يذكر كذا وكذا, ولكن القوم طُبِع على قلوبهم, فهم لا يعقلون, لقد انقضُّوا على الخليفة المظلوم- رضي الله عنه- فقتلوه والمصحف بين يديه حتى نضح الدم على قول الله تعالى: { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [البقرة:137].
رضي الله عنك يا رفيق رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم, رضي الله عنك يا من تستحي منك الملائكة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة