- كان
الحسن- رضي الله عنه- قد شغف أبا بكر- رضي الله عنه- حُبًّا.
حدَّث عُقبة بن الحارث أن أبا بكر صلى بهم العصر بعد وفاة رسول الله صلى
الله عليه وسلَّم بليال, ثم خرج هو وعليٌّ يمشيان, فرأى الحسن يلعب مع الغلمان
فاحتمله على عنقه وجعل يقول:
بأبي شبه النبي ليس شبيها بعليٍّ. قال: وعليٌّ يضحك.
وكان عمر- رضي الله عنه- يُجِلُّهُ ويُعظمه ويُكرمه ويُحبه ويتفداه.
فقد رَوى الواقدي أن عمر- رضي الله عنه- لمَّا عمل الديوان فرض للحسن
والحسين مع أهل بدر خمسة آلاف خمسة آلاف.
وقد جاءه ولده يوماً يطالبه بأن يساوي بينه وبين الحسن والحسين في العطاء.
فقال عمر: ائتني بأب كأبيهما وأم كأمهما وجد كجدهما.
وقد كان ذو النورين- رضي الله عنه- يُحِبُّ الحسن والحسين ويُكرمهما, وقد
قابلاه نفس الإحساس والشعور, فعندما حُصر عثمان يوم الدار, كان الحسن- رضي الله
عنه- عنده, ومعه السيف مُتقلداً يُحاجف عن عثمان, فخشي عثمان عليه, فأقسم عليه
ليرجعن إلى منزله, تطييباً لقلب عليٍّ. وخوفاً عليه- رضي الله عنهم-.
وأمَّا عليُّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- فَحَدِّثْ عنه ولا حرج, فقد كان
مُغرماً بالحسن, مُكرماً له إكراماً زائداً, ويُعظمه ويُبجِّله, وقد قال له يوماً:
يا بني ألا تخطب حتى أسمعك؟
فقال: إني أستحي أن أخطب وأنا أراك.
فذهب عليٌّ فجلس حيث لا يراه الحسن, ثم قام الحسن في الناس خطيباً وعليٌّ
يسمع, فأدى خطبة بليغة فصيحة, فلمَّا انصرف جعل عليٌّ يقول: { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[آل عمران:34]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة